** التقيت بها – ثانية - صدفة بعد عشرة أعوام مضت على أول لقاء بيننا ؛ كما هى لم تتغير أو تتبدل ؛ سمرتها تزيدها جمالا ؛ وسحر ابتسامتها لم يخبو ؛ فى عينيها – ربما خيل إلى – لهفة لقاء ، وربما – كما خيل إلى أيضا – شـوق يمنعه حيائها أن تسرح به وان كانت خلجات وجهها تقول ذلك !! .
تلاقــت أعيننــا طويلا ؛ تاهـت منى كلمات كنت أتمنى أن أسمعــها إياهــا ( أشتقت إليك ... كم تمنيت رؤيتك يا .... سحر الفجــر ) ؛ تبادلت معها حديثـا وأنا أحاول الابتعاد عنها ، حتى لا تسمع دقات القلب الطرب بلقائها ورؤيتها ؛ وأنا أحادثها حارت عينـاى وهى تتحسس نعومة الورود على وجنتيها ، ودفء الأحــرف على شفتيها .
وكلما تلاقــت أعيننــا – أثناء حديثنـا – أشعـر وكأنى امسك بشعاع القمـر الفضى بين يدى ؛ أو كأنى أداعب خيـوط الشمس بأناملى !! سألتـها وأنا أبحـر فى مقلتيـها : منذ متى لم نلتقى ؟!! قالت وسنا شفتيـها يضيء المكـان : من سنوات عشـر !! فعدت لأسألــها : ومتى سألقاك ثانية ؟!! قالت : بعد عشرة أخـرى !! وأتمنى ألا تنسانى !؟؟.
دون أن أدرى رددت عليها : آنت حلم لا ينسى ! ولو بعد ألف عام ! ! وهل ينسى الناس شذا الزهر القادم مع نسمات الفجـر ؟؟ شردت بنظراتها بعيدا وعادت لتسألنى : وماذا ستفعل حتى موعد لقائنا ؟؟!! قلت : سـأجوب يا سيدتى بحـار الدنيـا وأفتـش فى أصدافـها عن حـرف أخضر أهديه - حين نلـتقى – إليك ... إلى حضن القمر .