سعت كبري شركات التليفون المحمول إلي د.'جورج كارلو' الذي يعد من أكبر العلماء الذين يعملون في مجال أبحاث أمان الأجهزة اللاسلكية, لكي يحصلوا منه علي نتائج أبحاث علمية تؤكد أمان استخدام التليفون المحمول علي الصحة العامة في الكبار والأطفال, وبعد دراسات استمرت ست سنوات, وتكلفت28 مليون دولار تم تمويلها من الشركات المصنعة للمحمول, لم يستطع الرجل القيام بهذا الدور, وحرص علي أمانته العلمية وأعلن عن الكثير من الاضرار الجسيمة التي تنتج عن استخدام التليفون المحمول خاصة بالنسبة للأطفال, فإلي جانب ما هو معروف عن تأثير المحمول علي منظمات القلب واضطرابها بسببه, أضاف د.كارلو أن استخدام المحمول أثناء الحمل أو بالقرب من الأطفال في أول عامين بعد الولادة يتسبب من خلال الموجات المنبعثة منه في تلف وقصور الحاجز الدموي للمخ الذي يمثل البوابة التي تمنع الميكروبات والسموم والأدوية الضارة من الوصول إلي المخ والتأثير علي خلاياه, حيث تكون عظام الجمجة لم تلتئم ببعضها بعد مما يكون له الأثر فيما بعد لحدوث أورام في هذه المنطقة.
وإلي جانب الدراسة المهمة للدكتور' جورج كارلو' فهناك دراسات أوروبية أخري تدعمها وتثبت تأثير الموجات الكهرومغناطيسية علي الحامض النووي دي.إن.إيه, والتغيير في كهرباء المخ وتعرض الجنين للتشوهات بالنسبة للأم الحامل, وغيرها من الأضرار, وأن لهذه الموجات أثرا تراكميا, وكلما زاد استخدام المحمول كان تأثيره الضار أكبر, والمؤسف أن أضرار الموجات الكهرومغناطيسية للمحمول لا تظهر بشكل حاد, لكنها تتراكم مع الوقت.
وبمرور الزمن تظهر الحالات المرضية التي نخشاها, وربما لا نربطها باستخدام التليفون المحمول, ولا بما يحيط بنا من التلوث بالموجات الكهرومغناطيسية الأخري التي تحيط بنا مثل أجهزة الراديو والتليفزيون والكمبيوتر التي تزيد من أضرار المحمول وتضاعفها, والحالات التي ظهرت في نهاية التسعينيات كانت بداية تأثيرها في الثمانينيات, وأعتقد أن المنطقة العربية سوف تعاني خلال السنوات العشر المقبلة نتيجة الاستخدام غير المرشد للتليفون المحمول الذي يستخدم للرغي والكلام لعدة ساعات علي الأذن, مع ملاحظة أن استخدام المحمول لم ينتشر في هذه المنطقة إلا في بداية التسعينيات, ولقد تم إدراج أضرار التلوث بالموجات الكهرومغناطيسية كنوع من التلوث شديد الخطورة علي الصحة مثل التلوث من التدخين والاسبيستوس, وكذلك التسمم البطيء بالرصاص.
ويقول البروفيسور ليف سولفورد رئيس قسم الأبحاث بجامعة لوند السويدية, السويد أكبر مصدر للتليفون المحمول في العالم, إننا لا نحتاج لأن ننتظر المستقبل لكي نشعر بخطورة وحجم ما يحدثه المحمول من أضرار, بل إننا نشعر به الآن, فأورام المخ الخبيثة تعد ثاني أسباب الوفاة من السرطان في الأطفال أقل من15 عاما, وايضا في الشباب أقل من 43 عاما في السويد, ويضيف د.سولفورد إنك عندما تستخدم المحمول علي أذنيك لمدة طويلة, فإنك تضع بارادتك ميكروويف يمكن أن يطهو خلايا مخك علي الهادي.
وفي استراليا تعتبر أورام المخ هي السبب الأول للوفاة من السرطان, وهو ما يشير باصابع الاتهام إلي التأثير طويل المدي للموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن استخدام المحمول, وفي إحدي حلقات برنامج الشأن الحالي علي التليفزيون الاسترالي ظهر واحد من جراحي المخ والاعصاب البارزين وهو د.تشارلي تيو ليعلن أن ازدياد نسبة سرطان المخ بنسبة21% في الاطفال في الآونة الأخيرة له علاقة باستخدام التليفون المحمول, والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية بكثرة, وحذر الأهالي من استخدام الاطفال والشباب الصغير للمحمول, وفي الوقت نفسه اعترف الطبيب أن ابنته البالغة من العمر12 عاما لديها أكثر من محمول وتستخدمه بكثرة, وهو لايستطيع أن يمنعها, وهو ما يسبب انزعاجه الشديد وقلقه عليها.
وفي تقرير آخر خرج من معهد البحوث العصبية التشخيصية مارابيلا لمجموعة من العلماء الإسبان في أبريل عام2004 تبين أن مكالمة المحمول التي تستغرق دقيقتين فقط تسبب اضطرابا في الموجات الكهربائية الطبيعية في المخ لمدة ساعة.