مرحبا بكم فى منتديات ( توبيا سفاجا )
عزيزى الزائر يتوجب عليك التسجيل
مرحبا بكم فى منتديات ( توبيا سفاجا )
عزيزى الزائر يتوجب عليك التسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوم رحيل الشمس - قصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو عريف
Admin



عدد المساهمات : 111
نقاط : 337
تاريخ التسجيل : 14/04/2010
العمر : 64

يوم رحيل الشمس - قصة Empty
مُساهمةموضوع: يوم رحيل الشمس - قصة   يوم رحيل الشمس - قصة I_icon_minitimeالإثنين 26 أبريل 2010 - 12:05


** شعرت بانقباض عندما ارتفع رنين الهاتف في هذا الصباح الباكر، كانت نوال على الطرف الآخر تجهش بالبكاء :
• وفاء.....
= مالها ؟؟؟
• تعيش أنت... !!!!!
وضعت سماعة الهاتف بهدوء غريب وارتديت ملابسي بهدوء أغرب من سابقه !، صوت المقرئ في السرادق يتغلغل داخلي وكأن الكلمات موجهه لي ( وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا، وما تدرى نفس بأي أرض تموت ).
أول لقاء لي بوفاء كان في مظاهرات " الكعكة الحجرية " ، وجهها الأسمر يملأ النفس فرحة لا تضاهيها سوى رؤية سنابل القمح في القرية ، وقتها كان معصمي ينزف دما بعد اصطدام يدي بدرع أحد الجنود في المظاهرة ، ما زلت أذكر المنديل – ذو النقش الأخضر على إحدى طرفيه – والذي ضمدت به معصمي وهى تضحك ناظرة لقطرات الدم :
• من حقك دلوقتى تقول... بالروح ... بالدم أفديكى يا مصر !!
بعدها نشأت بيني وبينها صداقة عجيبة، دعتني يوما لمنزل أسرتها حيث تعيش مع والدها الذي تجاوز الستون عاما من عمره ووالدتها التي تعيش على أمل أن يعود الابن الذي ذهب في يونيو ولم يعد.
• للأسف.. ليس في قوائم الشهداء أو الأسرى !!! انه مفقود !؟؟
هكذا كان رد الضابط المسئول بالسجلات العسكرية.
وهى تضع كوب الشاي أمامي:
• أبى يصلى الفجر كل يوم في مسجد السلطان أبو العلا، ووالدتي ترهف سمعها لخطوات المارين في الشارع لعلها تسمع خطوات أخي !
أنتبه على صوت الجالس في المقعد المقابل بالسرادق:
( البقاء لله وحده.... سعيكم مشكور )
الكلمات النورانية تأخذ طريقها إلى أغوار نفسي ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ).
مع مرور آخر عربة من القطار أشعر بشئ يقفز من صدري
• سنقضى أسبوعا في البلد... حتوحشنى !
نمسك بأكف أيدينا، كل منا يعتصر كف الآخر شوقا وخوفا من الفراق، تطول غيبتها أكثر مما قالت، تطرق الظنون رأسي بعنف، لعلها ولعلها......
أعود من عملي قبيل العصر، تستقبلني أمي:
• وفاء رجعت من السفر
ألقيت بأشيائي جانبا وعدت أدراجي للشارع، لا أدرى كيف وصلت بهذه السرعة لمنزل أسرتها، اعتليت درجات السلم القديم، لم أرفع يدي عن جرس الباب إلا حين رأيت وجهها يطل من خلفه، نظرت إلى عينيها، ما زالت بهجة السنابل فيهما، ارتمى كل منا في حضن الآخر !!، لحظات توحد في غفلة من الزمن، تذكرنا بعدها إننا مازلنا على الباب، في الداخل تخرج لفافة أنيقة ناولتني إياها:
• يارب الهدية تعجبك ؟؟
كانت إجابتي لحظات توحد أخرى !!!
• زى ما قالت نوال.... مجنون ... ومفيش فايدة فيك !!
تضحك فتضحك معها الدنيا، وتصمت فترهف الدنيا سمعها انتظارا لما ستقول، وأنا أزيح عن وجهها تلك الخصلة المتمردة من شعرها:
• وحشتينى موت... يا ترى وحشتك ؟؟
• أخبرت أختي أنى زهقت ولازم أرجع مصر بسرعة، " منعم " زوج أختي قال في خبث:
• لا زهق ولا حاجة... بس الحبايب في مصر وحشوها .
يبدأ المعزون في الانصراف.
نجلس مع الشلة على السطوح ندندن بأغنيات الأمل:
( قول للقمر لو فات.. حنعدى ونحارب... وحنفرش الأرض بالحنة... ونحنى قلب الأم... أم الشهيد )
نلمح في عينيها دموع، لقد تذكرت أخاها الذي ذهب ولم يعد، نغير الحديث ونترنم بأغنية أخرى علها تكفكف دموعها، يرتفع صوت نوال بالغناء وهى تميل برأسها على وفاء وعيناها نحوى:
( ناعم يا ورد ناعم.. أوعى شوكك يجرحني.. ناعم والعين بتعشق أوصافك يابو الرقة.. واللي في هواك بيغرق هنياله على دي الغرقة )
تلمع عيني وفاء وتعلو وجهها حمرة، تضحك نوال، ننهى جلستنا وننصرف.
خلا السرادق من المعزين، تحملني ساقي إلى المنزل بصعوبة، في الصباح أمر أمام منزل وفاء، أرفع عيني إلى الشرفة حيث كانت تنتظرني دوما، ثم أدير وجهي نحو السماء الملبدة بالغيوم، كلاهما غير موجود، وفاء والشمس.

تمـــــت،،،،


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://topia.yoo7.com
 
يوم رحيل الشمس - قصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصة-
انتقل الى: